غرفة الطعام
- Mohammad Sammaq
- 23 سبتمبر
- 3 دقيقة قراءة
غرفة الطعام ليست مجرد مساحة لتناول الوجبات، بل هي مشهد يومي تتقاطع فيه العائلة، الضيافة، والطقوس الاجتماعية. إنها الفراغ الذي يُكرّس اللقاء، ويُعيد تعريف العلاقة بين الإنسان والمكان من خلال الطاولة، الكراسي، الضوء، والإيقاع الزمني. في “زين المعمارية”، نُعامل غرفة الطعام كفراغ تمثيلي وإنساني، يُصمم ليُخاطب الحواس، ويُراعي الوظيفة دون أن يُغفل الجمال.
---
أولًا: غرفة الطعام الموقع كعنصر وظيفي واجتماعي

اختيار موقع غرفة الطعام داخل المنزل يُشكّل الرسالة الأولى في التصميم:
• نُفضل أن تكون قريبة من المطبخ لتسهيل تقديم الطعام.
• نُراعي أن تكون متصلة بصريًا بغرفة المعيشة أو الحديقة، مما يُعزز من الإحساس بالاتساع.
• نُصمم الفصل بين غرفة الطعام والفراغات الأخرى بطريقة ناعمة، مثل اختلاف المواد أو توزيع الإضاءة.
الموقع هنا لا يُنظّم فقط، بل يُكرّس الطقس اليومي للقاء.
ثانيًا: الطاولة كعنصر مركزي

الطاولة ليست مجرد قطعة أثاث، بل هي قلب غرفة الطعام:
• نُراعي اختيار الشكل حسب المساحة: مستطيلة للغرف الطويلة، دائرية للمربعة، وبيضاوية للمفتوحة.
• نُستخدم خامات راقية مثل الخشب الطبيعي، الرخام، أو الزجاج المعالج.
• نُصمم الطاولة لتستوعب عدد أفراد الأسرة، مع إمكانية التوسعة عند الحاجة.
الطاولة هنا تُنظّم الحوار، وتُكرّس التفاعل.
ثالثًا: الكراسي كأداة راحة وتمثيل
الكراسي تُصمم لتُراعي الراحة، التناسق، والهوية البصرية:
• نُفضل أن تكون ذات مساند مريحة، وارتفاع مناسب للطاولة.
• نُراعي التناسق في الشكل والخامة، دون أن نُغفل إمكانية التنويع الذكي.
• نُستخدم أقمشة قابلة للتنظيف، وألوان تُكمل لوحة المكان.
الجلوس هنا ليس لحظة عابرة، بل تجربة حسية.
رابعًا: الإضاءة كطقس بصري

الإضاءة في غرفة الطعام تُصمم لتُكرّس الجو العام:
• نُدمج بين الثريا المركزية، الإضاءة الجانبية، والضوء الطبيعي.
• نُراعي أن تكون الإضاءة قابلة للتعديل حسب المناسبة: وجبة يومية، ضيافة، أو لقاء عائلي.
• نُستخدم درجات ضوء دافئة تُضفي طابعًا حميميًا دون توهج.
الضوء هنا يُرافق الطقس، ويُعيد تشكيل المزاج.
خامسًا: الأرضية كخلفية حسية
الأرضية في غرفة الطعام تُراعي الجمال والوظيفة:
• نُفضل خامات سهلة التنظيف مثل البورسلان، الرخام، أو الخشب المعالج.
• نُراعي التناسق مع باقي الفراغات، دون أن تُفقد الغرفة استقلالها البصري.
• نُستخدم سجادة تحت الطاولة تُحدد المجال وتُضفي دفئًا.
الأرضية هنا تُشارك في تنظيم الحركة، وتُكمل المشهد.
سادسًا: الجدران كمساحة تعبير

الجدران في غرفة الطعام تُعامل كلوحات صامتة:
• نُستخدم ورق جدران ناعم، أو طلاء بألوان دافئة ومحايدة.
• نُدمج لوحات فنية، مرايا، أو عناصر نباتية تُضفي طابعًا بصريًا غنيًا.
• نُراعي التوازن بين الزخرفة والهدوء، دون ازدحام بصري.
الجدار هنا لا يُغلق الفراغ، بل يُفتحه على الإحساس.
سابعًا: التفاصيل التي تُصنع الفرق
في غرفة الطعام، التفاصيل الصغيرة تُعبّر عن الذوق والاهتمام:
• توزيع الأطباق، شكل الإضاءة، أو حتى نوع الزهور على الطاولة.
• نُراعي وجود بوفيه جانبي أو خزانة تقديم تُنظّم الأدوات وتُضفي طابعًا عمليًا.
• نُصمم كل زاوية لتكون قابلة للتعديل حسب المناسبة.
التفاصيل هنا تُحوّل الغرفة من وظيفة إلى طقس.
ثامنًا: غرفة الطعام في السياق الثقافي
في السياق العربي، تُستخدم غرفة الطعام في المناسبات، العزائم، أو اللقاءات العائلية:
• نُراعي أن تكون قابلة للتوسعة، وتُصمم لتستوعب عددًا أكبر عند الحاجة.
• نُدمج عناصر تراثية أو زخارف محلية تُعبّر عن الهوية.
• نُصمم الفراغ ليُراعي التقاليد دون أن يُغفل الحداثة.
الغرفة هنا تُخاطب الذوق، وتُكرّس الانتماء.
خاتمة: الغرفة كطقس يومي
في “زين المعمارية”، لا نُصمم غرفة الطعام كفراغ وظيفي فقط، بل كطقس يومي يُكرّس اللقاء، ويُعبّر عن الذوق، ويُراعي التفاصيل التي تُصنع الفرق.
نحن نُعيد تعريف هذا الفراغ ليكون حيًا دون ازدحام، رسميًا دون جمود، ومُصممًا ليُخاطب كل لحظة تجمع بين الطعام، الحوار، والانتماء.
غرفة الطعام ليست مكانًا، بل مشهدًا معماريًا للحياة.











تعليقات